إصابة الأطفال بالسل أعلى بحوالي 25% من السابق


تقديرات جديدة تشير إلى أنّه يوجد أكثر من 650 ألف من الأطفال سنوياً يظهرون إصابة بمرض السل في 22 دولة مختلفة، وإلى جانب ارتفاع أعباء وتكاليف هذا المرض، فإن هذا الرقم أكثر بمعدل 25% تقريباً من مجموع حالات الإصابات الجديدة المقدّرة من قبل منظمة الصحة العالمية عام 2012.

كما وتشير الأبحاث الى أنّ هنالك ما يقدر ب15 مليون طفل معرضين للإصابة بالسلّ كل عام و35 مليون طفل تقريباً يعيشون مع عدوى سل كامنة latent (أي بدون أعراض أو قابلية واضحة للعدوى)، يمكن أن تتطور في أية لحظة إلى سلّ نشِط مُعدٍ.


تلقي النتائج التي تم التوصل إليها الضوء على فرصة هائلة للمعالجة الوقائية بالصادّات الحيوية (أنتي بيوتيك) لأولئك ال 15 مليون طفل الذين لا تتعدى أعمارهم 15 سنة، والذين يعيشون مع بالغين مصابين بعدوى السل في البيت نفسه.

ويشرح المؤلف الرئيسي من جامعة (شيفيلد) في المملكة المتحدة قائلاً: "التوسّع في استخدام دواء السل isoniazid (إيزونايزيد) لهؤلاء الأطفال كإجراء وقائي ربما يقلّل بشكل كبير من أعداد الأطفال الذين من الممكن أن يتطور معهم المرض مستقبلاً".

من خلال تقديرات قياسية تعتمد على حالة الأطفال - التي تختلف بشكل واسع بين البلدان - اتبع العلماء مقاربة متكاملة مستخدمين نماذج رياضية لتقدير معدلات العدوى والمرض لدى الأطفال. وقد وُضعت القائمة على أساس البيانات الخاصة بالبلد من حيث الأسرة والبنية السكانية وانتشار مرض السل لدى البالغين، ودمَج النموذج كلاً من المتغيرات البيئية والوبائية بما في ذلك تأثير العمر وفعاليّة لقاح السل، وتأثير عدوى الإيدز.
تُظهر النتائج أنّ نحو 7.6 مليون طفل ممّن هم أصغر من 15 سنة في 22 دولة محدّدة أصبحوا مصابين بالمتفطّرة السلّية في عام2010، ومن هؤلاء 650 ألف تقريباً تطور المرض عندهم إلى مرض السل.

تتحمّل الهند إلى الآن العبء الأعلى من المصابين بمرض سل الأطفال ،أي ما يمثّل 27% من العبء الإجمالي في هذه البلدان.

معدل اكتشاف الحالات الإجمالية المقدرة سابقاً 35٪ وهذا يعني أنّ 65٪ من حالات السل النشِط عند الأطفال كانت غائبة كل عام من قبل البرامج الوطنية لمكافحة السل، وهذا المعدل من اكتشاف الحالات فعلياً هو أقل من تقديرات منظمة الصحة العالمية في 66٪ من البالغين.


يكون الأطفال غالباً جزءاً مهملاً، ولكنّه الجزء المهم ضمن جهود مكافحة السل، ومع الأعباء العالية للمرض يشكّل سلّ الأطفال جزءاً كبيراً من مجموع هذه الأعباء. كما أنّ الإصابات المقدّرة أعلى من عدد البلاغات عن المرض.
إنّ تحديد مقدار عبء مرض السل لدى الأطفال مهم جداً لأنّه من دون أرقام دقيقة وجيدة لا يمكن أن يكون هناك أهداف لتحسين العلاج، وسيكون هناك افتقار إلى الأدلة التي تشجع الصناعة على الاستثمار في تطوير الأدوية و التشخيص المرضي والتي من الممكن أن تكون مناسبة أكثر للأطفال من تلك الموجودة حالياً.

ويعلّق أحد الباحثين على الدراسة:

" تظهر النتائج أنّ ما تم غالباً اعتباره كحقيقة من أنّ السيطرة على مرض السل لدى البالغين سيؤدي حتماً إلى تحسين مكافحة السل لدى الأطفال، هو اعتقادٌ خادع. وحتى نغلق الفجوة في اكتشاف الحالات الجديدة والإبلاغ عنها، فسوف يستمر الأطفال في المعاناة من عدم القدرة للوصول إلى موارد مناسبة وكافية. كما أنّ تجاهل الدور الحاسم لعدوى الأطفال بالسل كمستودع للحالات المرضية مستقبلاً في العديد من البلدان التي تعاني من الأعباء العالية لهذا المرض في ظل عدم تحسين استراتيجيات الكشف والوقاية لدى الأطفال، سيجعل من الصعب تصوّر أنّ هذه البلدان ذات العبء الكبير ستتبع نفس مسار الهبوط التدريجي في معدلات الإصابة المُشاهدة لدى البلدان الصناعية خلال العقود القليلة الماضية".



شارك هذه :

مواضيع ذات صلة



الرموز التعبيرية